برا ووفاء

BlogCatalog

مرحبا

إن هذه المدونة الإلكترونية هى خالصة لوجه الله تعالى برا بأمى رحمها الله

جزاك الله عنى خيرا... رب إرحمهما كما ربيانى صغيرا

هذا التراب يا أمى حين تواريت فيه تبارك وجه الأرض وتقدس القبر أما

فقير إلى الله

فقير إلى الله
أحمده على عطائه و منعه

من أنا

صورتي
الجيزة, المهندسين, Egypt
إستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى كلية طب القصر العينى جامعة القاهرة
Powered By Blogger

الأحد، 22 أبريل 2007

قصة قصيرة



القصة التالية قصيرة لكن رائعة وهادفة

بعد 21 سنة من زواجي, وجدت بريقاً جديداً من الحب.
قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي, وكانت فكرة زوجتي
حيث بادرتني بقولها: "أعلم جيداً كم تحبها "...
المرأة التي أرادت زوجتي ان أخرج معها وأقضي وقتاً معها كانت
أمي التي ترملت منذ 19 سنة ,
ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية 3 أطفال ومسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا نادراً .
في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء سألتني: "هل أنت بخير ؟ "
لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعاً ما وتقلق. فقلت لها :
" نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقت معك يا أمي ". قالت: "نحن فقط؟ ! "
فكرت قليلاً ثم قالت: "أحب ذلك كثيراً ".

في يوم الخميس وبعد العمل , مررت عليها وأخذتها, كنت مضطرب قليلاً ,
وعندما وصلت وجدتها هي أيضاً قلقة ....
كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستنان قد اشتراه أبي قبل وفاته.
ابتسمت أمي كملاك وقالت :
" قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع إبني, والجميع
فرح, ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي "
ذهبنا إلى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى ,

بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة .....
وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتاها المجعدتان وقاطعتني قائلة :
" كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير ".
أجبتها: "حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء .. ارتاحي أنت يا أماه ".
تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي, ولكن قصص
قديمة و قصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل
وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت :
"أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى , ولكن على حسابي". فقبلت يدها وودعتها ".

بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية. حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شيء لها .
وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطها :
" دفعت الفاتورة مقدماً كنت أعلم أنني لن أكون موجودة, المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك.
لأنك لن تقدر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي......أحبك ياولدي ".

في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة "حب" أو "أحبك "
وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه .
لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم ........ إمنحهم الوقت الذي يستحقونه .....
فهو حق الله وحقهم وهذه الأمور لا تؤجل .
---

بعد قراءة القصة تذكرت قصة من سأل عبدالله بن عمر وهو يقول :
أمي عجوز لا تقوى على الحراك وأصبحت أحملها إلى كل مكان حتى لتقضي حاجتها
.. وأحياناً لا تملك نفسها وتقضيها علي وأنا أحملها ......... أتراني قد أديت
حقها ؟ ... فأجابه ابن عمر: ولا بطلقة واحدة حين ولادتك ... تفعل هذا
وتتمنى لها الموت حتى ترتاح أنت وكنت تفعلها وأنت صغير وكانت تتمنى
لك الحياة "

الاثنين، 2 أبريل 2007

يتيم ياأمى


يتيم ياأمى

ألاحق ماتبقى من العمر
وأكره أن يتباطىء بى
أو يعاود النزوات القديمة
وأسأله من بين أوراقه الباقية
أن يخصص بعض ماتبقى من صحائفه
لوجهك الذى لم أعد أراه
لعلى ألامس منك ماقد غاب عنى
وجعلنى أشرب الخوف والغربة
لعلى إذا ما إقتربت من ذكراك
تنفست نسيمك ذاته
وتذكرت اليد التى أشربتنى على ظمأ
وهى تربت على ظهرى
وتملأنى فيض العطاء الحميم
برغم الزمان الشحيح العقيم
فأين أنت يا أمى

ياوجه الصفاء الذى تباعد عنى
وسلمنى لهم مقيم وعبء جسيم
فأين أنت وهل أستعيدك يا أمى ؟
من قبضة لا فكاك منها
ولا ينجو منها مريض أو سليم
فلا أمل بعدك فى حياة أو هناء يستقيم
فيا طيفها لا تغادر
ويا طير أعشاشها لا تباعد
ويا صدى أغنيات الصبايا من حولها لا تغيب
فما زال لى نفس يصارع صحوى ومنامى
ومازال لى خطوات فى الربوع
تأخذنى من مكانى وتقذفنى فى الدموع
فترتج من قلبى الضلوع
مشتاقا لصدرك يا أمى
أحكى وأبكى دون حرص أو رجوع
مشتاقا لصدرك يا أمى
وحنينى ليس يهدأ
مادمت طفلا إليك
ومادمت أحيا لذكراك
ومادمت أحيا لعينيك
فأين أنت يا أمى

مازال لهاثى إليك يحتوينى ويعصف بى
حين أغمض عينى لوجهك
وأطوى المشاهد والعمر طيا
لوجهك المجلل بالطهر والعفاف
والصبر والحزن
ما أكثر الآهات فى عينيك
وما أكثر الصرخات الصامتة
التى كنت أسمعها ولا تتكلمين
هل كنت جبلا ؟ أم حديدا يا أرق الناس
وأجمل الناس

هل بعد غيابك هذا كله
وحنينى كله
مازلت أنشد عمرا ؟
إنى يا أمى أتفجر أتناثر
أغرق فى الوحدة داخلى

فليس لى الأن إلا أن أمحوا من العمر
ذاكرة لست فيها
وطريقا لا ينتهى إلى بابك
و أياما جفت من صوتك
ودنيا باتت تتفرج على وقع أنفاسى
لعل هذا يتيح لوجهى القرب منك
لعلى أقبل حبات التراب الذى
كان يوما يلامس وقع قدميك
فأين أنت يا أمى
وأنت ترسمين
رسوم صباى الجديد
وفرحة عمر سيأتى
ولحن مصير بعيد
وأنت لا تدرين أتدركين ؟
آه من جذور القلب

هذا التراب يا أمى
حين تواريت فيه
تبارك وجه الأرض
وتقدس القبر أما
وصرت يتيما يا أمى
مابقى من عمرى بدونك
فياحسرة عليك
ويا رجائى بسرعة اللحاق بك

والحمد لله